الثلاثاء، 12 يناير 2010

الروح

ليس من السهل ان يمضي الموت سريعاً دون أن يترك ندوباً في قلوبنا ولا زلت أشعر بألم مكان الندب ، واعلم انه يستحول الى ندب لا يؤلم وسيبقى ذكرى والألم ستتكفل الأيام بمداواته ...
للفقد آثار تبقى على سطح افكاري وتحاصرني مع كل رائحة موت تفاجأنا وكل تلك الآثارماهي إلا الروح واين تذهب تلك الروح؟ كان يؤرقني هذا السؤال ، ووجدت اجابه لك تساؤلاتي في كتاب ( الروح ) واقل مااقول عن هذا الكتاب انه بلسم تسكن معه افكارنا وتخيلاتنا عما هم عليه الأموات في عالم البرزخ .
الكتاب من تأليف (محمد بن أبي بكر ايوب الزرعي أبو عبدالله ) وهو مليء بالاستدلالات من القرآن والسنة ، ما زاد من روعته ..
قراءة الكتاب في متناول الجميع فللكتاب موقع الكتروني مدون فيه محتوى الكتاب بشكل سهل وممتع http://arabic.islamicweb.com/books/taimiya.asp?book=56
واجمل ما قرأت هو تلاقي ارواح الأموات والأحياء وانها حقيقة واخبارهم التي تصلني عنهم في المنام هي عنهم وعن حالهم ..

اللهم ارحم أموتنا وأموات المسلمين، وارحمنا اللهم عندما نصير الى ما صاروا إليه ،واجمعنا بهم في جنات النعيم .

الخميس، 7 يناير 2010

*من كانت له أم فليتدارك ما بقي من أيامها لئلا يصبح يوما فلا يجدها ولا يجد مايعوض عنها، إن كانت كبيرة السن أو مريضة أو كثيرة الطلبات ، فاذكر ايها المسلم أنها إن احتاجت إليك اليوم فلقد كنت في يوم أحوج إليها ، ولئن طلبت أن تقدم لها شيئاً من مالك ، فلقد قدمت لك من نفسها ومن جسدها .

علي الطنطاوي رحمه الله

اللهم آنسها في وحشتها .. اللهم أجعل قبرها روضة من رياض الجنة ..

عندما بكينا لموتها لم نبكي لأننا فاقدين الأمل بالله بأنها في خير والى خير بأذن الله .. ولكن بكينا لأن الفقد موجع ومكانها بيننا سيصبح مظلم فارغ لا يمتلأ الا بصدا ذكرياتنا معها ..
عني انا لا اذكرها الا قائمة مصلية ، اذكر كيف كانت تحرص على صلاة الضحى وكأنها فريضة واجبة حتى انها لا تأخرها وتقوم لها دون ادنى تكاسل رغم آلام ركبتها .. اللهم جزاها بالاحسان احسانا والحقنا بها واجمعنا على سرر متقابلين ...
آخر ما جمعني بها كان عيد الفطر المبارك في بيتها وفي آخر يوم قبل مغادرتنا اصرت ان تقوم بعمل كأس شاي لي قبل ذهابي ، رغم اني اخبرتها اني لا اريد الا انها اصرت وعندما قامت لحقت بها وسا بقتها وقمت بعمله لنفسي وهي تنظر للتطمئن اني شربت قبل ان نمضي في طريقنا الطويل لمكة ! ودعتنا كما لم تودعنا من قبل كانت مبتسمة جداً لا اعلم كيف اشرح جداً هذه انما قصدت انها عندما تودعنا يكون في عينيها شيء من الحزن ومن العجلة الكثير حتى انها تستعجلنا لنغادر ليس لشيء انما خوفاً وقلقاً ان يداهمنا الوقت ونحن نتكاسل ! لكن هذه المره كان كل شيء مختلف وما خطر لي في بالي يومها انها راضية عنا وحمدت الله اننا قضينا العيد معها رغم اني لا احب الذهاب ( للديرة ) انما ابتسامتها تلك تستحق ان يترك كل شيء لأجلها ... رحمك الله يا بركة كانت تنير حياتنا ..اتعلمين ايتها الغالية لازال سريرك هناك بمكانه لم احركه لاني اعتقدت انكِ ستعودين قريباً ولكن القدر كان اسرع منا لكِ .. رحمك الله رحمة واسعة ملئها السموات والارض ... سامحيني ان كنت قصرت في يوم .. سامحيني ان اطلت النوم ولم استيقظ الا ظهراً سامحيني ان اغضبت ولدك امامك وانتِ لا ترضين ذلك ...سامحيني ان اطلت المكوث امام جهازي صامته في حضرتك .. سامحيني فقط وانا وقتها سأكون بخير ...
اتذكرين ... حججنا سوية اعتقد كان سنة 1424.. يالله كم كنت مغمورة انا وزوجي بالسعادة ،أمي وامه معنا في الحج ,, اي بركة كانت تحيط بنا !!!
وهل تذكرين زيارتنا للحرم سوية وان غلبتني في عددها ، بارك الله لك ولا حرمكِ اجر خطواتك المجاهدة !

اتعلمين لازلت الى الآن احمدالله انكِ كنتِ معي عندما اشتعل الحريق في جزء من مبنانا ، فلا اعلم اي رعب كان سيمتلكني .. لكن وجهك المطمئن عندما خرجت مسرعة مفجوعة كان خير مطمئن ... وهل تذكرين كلمتي عندما قلت ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) وذلك لشدة فرحي لخروجنا من البيت واستأجارنا الاضطراري عند بيت الله وبجواره حتى تنتهي اصلاحات المبني .... كان يومين من الجنة .... يقولون الأيام الجميلة لا تعود .. لذلك سأستمتع بذكراها وبذكرك ..
لازال معي كثير من الذكريات وكثير من الامتنان والاعتذار سأكتفي بالدعاء دعاء من القلب ليس إلا ..

اللهم لك الحمد والمنه حمداً كثيراً مباركاً وصلي وسلم على خير الأنام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان الى يوم الدين..
اللهم لا آله الا أنت وحدك لا شريك اسألك وانت الله الحق مجيب الدعوات ان ترحم عمتي رحمة واسعة وان تنير لها قبرها وتجعله روضة من رياض الجنة .. وان تنزل عليها سكينة تهنأ بها وتأنس بها انت المجيب السميع ...
اللهم تقبلها قبول حسن وجازها بالاحسان احسانا وبالذنوب صفح وغفرانا ... اللهم تجاوز عنها وتقبل منا برنا لها واجعله في ميزان حسناتها ...
لا آله الا انت ندعوك ونرجوك وستغفرك ونتوب إليك ونحمدك ونصلي ونبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. اللهم آمين

الثلاثاء، 5 يناير 2010

موحشة يا دنيا

احتجت للكتابة اريد ان افضفض اثرثر ابوح بكل ما حدث وما سيحدث وماذا كنت اعتقد انه سيحدث ولم يحدث !
الحمدالله قبل كل شيء والحمدالله دائماً وابداً ...
اشعر بأني غبية وان الله منحني الكثير من الشفافية مع نفسي ولم استغل هذه الشفافية
كل ما تذكرت اني حلمت عمتي ( والدة زوجي ) قبل وفاتها بأيام ولم استغل هذه الاشارة واجري مكالمة هاتفية معها .
قلت في نفسي بما اني اردت ان اجري بعض التعديلات على بيتي قبل ان تأتينا كعادتها في هذا الشهر من السنة لذلك حلمتها !
ياللهي كم انا انانية !!!!!!
فجعت وانا وحدي بخبر وفاتها ،من حولي كثيرين لكن بعيدة هي عني واولادها جميعاً من حولها ، وانا ابنتها التي لا يعي احد كم اعتبرني كذلك بعيدة عنهم كم شعرت اني قليلة الحيلة ...
امي واخواتي من حولي لكني احبس الدمع والتنهيد من اجل امي لا اعلم لماذا ؟؟ حبيبتي هي انفطر قلبها لخبر وفاتها ولا اريد ان ازيدها بصوت بكائي الذي لو اطلق له العنان لتعبت حتى استرد انفاسي ...
عدت لبيتي في اليوم التالي من وفاتها تحججت بالعودة من اجل ابني ودراسته ولكن في الحقيقة كنت اريد ان احزن ان ابكي بأعلى صوتي !!
اختبأت في غرفتي وبدأت بالبحث هنا وهناك على صورتها .... كان اللقاء وكان سيول من دموع وكان في حقيبتي السرية مكان لها ، لا اضع فيها الا كل غال لا افتحها الا عندما اشعر بالفقد الشديد ... لم تكن وحيدة كان خالي بجوارها في نفس الحقيبة قبلتهم ودعتهم خرجت مسرعة لعلي اتماسك من اجل اولادي فما في قلوبهم من حزن عليها ليس بقليل ...
لا ابكي الا نادراً واجدني في كثيراً من الاحيان قاسية ... في الحقيقة انا واحدة من الاثنين في اوقات الحزن... يا صامته حد الجمود او باكية حد الجنون !
تماسكت امام زوجي عندما وصل وان انهرت فكان في الظلام ... اخبرته اني اريد الذهاب لأخته بما انها عادت حتى اعزيها ، فذهبنا وانا اشعر بأني شجاعة واستطيع ان اقدم تعازي لها دون ان اسبب انهيار من الدموع !
ولكن ما ان رأيتها حتى بكيت وكأني طفلة بكيت ولم افعلها من قبل في احضان احد ،بكيت على كتفها وكأني كنت محتاجة لهذا الكتف ، فأنا كنت وحيدة ومحتاجة لأشخاص جمعتني معهم ومع الغالية اجمل الايام ...
نصف ساعة وانا احاول ان احبس التنهيدات والدموع تنهمر لا تستأذن ..
تنظر لي اخت زوجي وحال عينها يقول كفاية وعيني تخبرها اني لا استطيع غصب عني والله ...
احاول ان اذكر الله في نفسي للعل نفسي تهدأ وما ان هدأت حتى شعرت بصداع ارقني حتى اليوم الثاني !!!
..... للحديث بقية سأحكي واحكي كما لم افعل من قبل ..

ذِكر

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم ..